0
 
وأثناء دخولي لمكتب البلدية ، فجلست بجانب  شيخا طاعنا في السن، مقبلا على سحب راتب تقاعده، كان يحمل الصك بيديه، ليسألني عن أمر بدا له جديدا عما ألفه في حياته..

كانت يداه ترتجفان، فأسلني إن كان سبب ذلك شدة البرودة أم الكِبَر، إذ لم يعهد من قبل؟؟ فأجبته أن الكِبَر وضعف الشيخوخة هو ما يجعل يديه ترتجفان، وأن للكبر بأسه بالإنسان، فذكر الله تعالى وشكره ودعا بالخير.. هنا طمأنته وقلت له بأنه أفضل حالا مني ومن كثير من شباب اليوم، وهو على خير عظيم، وليس في سوء ما دام قد أدرك هذا الزمان..

قلت: أن الجيل الذي نعيشه الآن بخير، ولازالت به الأخلاق والعطف على من اِلتهم الدهر سنوات عمرهم، إذ أنه أدرك كثيرا ممن يمكن أن يهتم لشأنه، وإن كانوا قلة لكنهم موجودون، أما نحن معشر الشباب فينتظرنا زمن نجهل طبيعة من سيكون به على شبيبة وقوة حينما نكون على شيبة وضعف..

إني ولو كنت شابا، أفكر من الآن في شيخوختي ، فالجيل الذي سيصادف كبري بعد 30 سنة إن شاء الله، سيكون أسوء بكثير من هذا الجيل، فنحن في تدرج إلى الهاوية، والانسلاخ عن هوية المجتمع المتدين المتماسك المحترم للكبير والمشفق على الضعيف.. إذا كان الشيخ في زماننا سيء الحظ مع أبنائه، فقد يجد حظه مع آخرين من ذوي القلوب الرحيمة.. أما شيوخ الغد في الـ2045 ميلادية، فلن يجدوا إلا منفى التهميش والنسيان الأكيد، فكل جيل يلعن الجيل الذي سيخلفه..

سلت طاهر 

إرسال تعليق Blogger

 
Top